الأربعون.. حدث استثنائي
كل المعطيات توصلنا لنتيجة مفادها ان الاربعين هي حدث مختلف وغير اعتيادي في محتواه ومعانيه و في التعاطي معه ومسيرته عبر التاريخ!!
بدأ من موقع ومكانة المحتفى بهم في الاربعين فهم صفوة الامة الاسلامية ، فالغالبية العظمى هم من احفاد النبي ص، من بني هاشم بدأ من الحسين ع واخوته وأخواته وابناء عمومته ومعهم الاقربين من الاصحاب والمخلصين، هذا يعطيها بعض معانيها الذي تتسم به.
وما سطرته الكتب في محاولة لتوصيف ما حدث ومحاولة فهم معاني ذلك والوصول الى دوافع روح العطاء الذي تحلت بها الارواح المحتفى بها، وقصور النفوس والارواح في فهم كل ذلك، يعكس حقيقة ان الاربعين فريدة.
ومسيرة الحدث ، الأربعين ، عبر الزمن وكذا عاشوراء وهي تكبر مع مرور الزمن في كثافة التوافد على كربلاء ، وفِي الالتفاف حول معانيها وفعالياتها في كل ارجاء المعمورة، يبرز احد جوانبها الاستثنائية فكيف لحدث مضى عليه اكثر من ١٣ قرنا، ان يستمر ويكسب زخما ويزداد حجما واتساعا رغم ما ناله من عدم انصاف عبر القرون، الا ان يكون الحدث فريدا
وبالرغم مما انعم الله على المجتمعات في هذا الزمن بوجود وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية وسائر وسائل الاعلام، وبكثافة كبيرة، الا أن نصيب الاربعين من تغطياتها اقل مما هو طبيعي ان تجاهلنا من يقوم بتغطيات سلبية او غير موضوعية، رغم معرفة بعظهم بانها من اضخم الاحداث التي تمر على الانسانية طوال العام!! ورغم كل ذاك تبقى الأربعين حاضرة متجددة لتسجل حضورها عالميا، فهي حقا فريدة
هذه بعض الجوانب التي تعطي عاشوراء والأربعين قيمة ومكانة استثنائية فريدة ، ومعها لايمكن لنا الا الوقوف عند الأربعين واستحضار أحداثها المهولة التي حدثت على صفوة الخلق بأبشع ما يمكن من وحشية. ليس المقام اعادة الوصف وتقليب الاحداث، فمن اراد معرفة الحقائق اقترب من مصادرها ليرى ويسمع ويقرأ ويعي ما بها وما يحيط بها، ويكفي فيها ان الكل يقدم على العطاء، وانها تجسد اكبر تجمع وحدث في العام ، لتكون مختلفة وملفتة واستثنائية.
كلنا امل متجدد، بان يكون المسلمون اقرب لاسلامهم ليحقق الله لهم ما يليق بهم من مكانة بين الامم.
مأجورين مثابين في ذكرى اربعين الامام الحسين ع
١٤ أغسطس ٢٠٢٥
تعليقات
إرسال تعليق